الخميس، 18 أبريل 2013

أهمِّية دروس « العقيدة »

سُئِلَ الشَّيخُ العلاَّمة صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظهُ اللهُ تعالىٰ - : جزاكم الله خيرا ، فضيلة الشَّيخ! السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : بعض النَّاس يقول إنَّ النَّاس فاهمين للعقيدة ولا داعي لتكرار المحاضرات بها ؛ وأنَّهم لا يحتاجون إلىٰ ذٰلك ، وقد يُلاحظ كثرة ذهابُ بعض النَّاس إلى السَّحرة والعرَّافين وتصديقهم بما يقولون ; فما حكم مَن يهون مِن تَفهُّم العقيدة ، وما هي الكُتب الَّتي يُوصي فضيلتكم بها في العقيدة لطالب العِلم ؟ جزاكم الله خيرا .
فأجابَ بقوله : ما شاء الله ! كلِّ النَّاسِ فاهمين للعقيدة ؟! أكثر النَّاس لا يفهمون العقيدة على الوجه المطلوب ؛ فهٰذا الكلام غلط !.
° ثانيًا : كما أشرت لكم أيِّ إنسانٍ مهما أُوتيَ مِنَ العِلم فإنَّهُ بحاجة إلى العِلم ، وبحاجة إلى الزِّيادة مِنَ العِلم .
° وثالثًا : أنَّ هٰذهِـ المقولة : « النَّاس فاهمين للعقيدة » ، يُقصد بها صرف النَّاس عنْ دراسة عقيدة التَّوحيد ؛ مِنْ أجل أنْ تروج « الخرافات » و« الشِّركيَّات » ؛ ولا يكون لها مُعارض ؛ لأنَّها لا تُعارض إلَّا بالعقيدة الصَّحيحة ، وبالعلماء الرَّبانيِّين ، الَّذين عرفوا العقيدة الصَّحيحة وما يُضادُّها ، فهٰؤلاء يقصدون أنْ تُتاح الفُرصة لخرافاتهم وشعوذاتهم أنْ تروج على النَّاس .
° وفريقٌ آخرٌ منهم : قد يكون عندهُـ مبادئ واتِّجاهات ، واِنْتماءات إلىٰ أحزاب أو إلىٰ الفِرَق ؛ ولا شَكَّ أنَّ العقيدة الصَّحيحة تنهىٰ عنْ هٰذهِـ الاِنْتماءات ، وعنْ هٰذهِـ التَّحزُّبات ، فهو يُريد أنْ لا يُعارض في هٰذهِـ الأُمور ؛ لأنَّهُ إذا دُرِّسَتِ العقيدة فإنَّها تكونُ سدًّا منيعًا بين هٰذهِـ الحزبيَّات ؛ والتَّوجُّهات المخالفة لعقيدة المُسلمين ، فالَّذي يُزهِّد بالعقيدة هٰذا رجلٌ سوءٌ بلا شكَّ !، أحسن ما يُقال فيه أنَّهُ جاهل ؛ ويرتفع بالجهل ذمًّا ومقتًا .
العقيدة لا يستغني المسلمين عنْ دراستها ، وتكرارها ، وبيانها ، وإعلانها للنَّاس ، وشرحها للنَّاس ، في كلِّ مناسبةٍ حتَّىٰ تتَّضح ، وحتَّىٰ تتَّضح النَّقائض المخالفة للعقيدة . نعم .اهـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق