سُئِلَ الشَّيخُ العلاَّمة صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظهُ اللهُ تعالىٰ - :
جزاكم الله خيرا ، فضيلة الشَّيخ! السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد : بعض النَّاس يقول إنَّ النَّاس فاهمين للعقيدة ولا داعي لتكرار
المحاضرات بها ؛ وأنَّهم لا يحتاجون إلىٰ ذٰلك ، وقد يُلاحظ كثرة ذهابُ بعض
النَّاس إلى السَّحرة والعرَّافين وتصديقهم بما يقولون ; فما حكم مَن يهون مِن تَفهُّم العقيدة ، وما هي الكُتب الَّتي يُوصي فضيلتكم بها في العقيدة لطالب العِلم ؟ جزاكم الله خيرا .
فأجابَ بقوله : ما شاء الله ! كلِّ النَّاسِ فاهمين للعقيدة ؟! أكثر النَّاس لا يفهمون العقيدة على الوجه المطلوب ؛ فهٰذا الكلام غلط !.
° ثانيًا : كما أشرت لكم أيِّ إنسانٍ مهما أُوتيَ مِنَ العِلم فإنَّهُ بحاجة إلى العِلم ، وبحاجة إلى الزِّيادة مِنَ العِلم .
° وثالثًا : أنَّ هٰذهِـ المقولة : « النَّاس فاهمين للعقيدة » ، يُقصد بها صرف النَّاس عنْ دراسة عقيدة التَّوحيد ؛ مِنْ أجل أنْ تروج « الخرافات » و« الشِّركيَّات
» ؛ ولا يكون لها مُعارض ؛ لأنَّها لا تُعارض إلَّا بالعقيدة الصَّحيحة ،
وبالعلماء الرَّبانيِّين ، الَّذين عرفوا العقيدة الصَّحيحة وما يُضادُّها ،
فهٰؤلاء يقصدون أنْ تُتاح الفُرصة لخرافاتهم وشعوذاتهم أنْ تروج على
النَّاس .
° وفريقٌ آخرٌ منهم :
قد يكون عندهُـ مبادئ واتِّجاهات ، واِنْتماءات إلىٰ أحزاب أو إلىٰ
الفِرَق ؛ ولا شَكَّ أنَّ العقيدة الصَّحيحة تنهىٰ عنْ هٰذهِـ الاِنْتماءات
، وعنْ هٰذهِـ التَّحزُّبات ، فهو يُريد أنْ لا يُعارض في هٰذهِـ الأُمور ؛
لأنَّهُ إذا دُرِّسَتِ العقيدة فإنَّها تكونُ سدًّا منيعًا بين هٰذهِـ
الحزبيَّات ؛ والتَّوجُّهات المخالفة لعقيدة المُسلمين ، فالَّذي يُزهِّد
بالعقيدة هٰذا رجلٌ سوءٌ بلا شكَّ !، أحسن ما يُقال فيه أنَّهُ جاهل ؛
ويرتفع بالجهل ذمًّا ومقتًا .
العقيدة
لا يستغني المسلمين عنْ دراستها ، وتكرارها ، وبيانها ، وإعلانها للنَّاس ،
وشرحها للنَّاس ، في كلِّ مناسبةٍ حتَّىٰ تتَّضح ، وحتَّىٰ تتَّضح
النَّقائض المخالفة للعقيدة . نعم .اهـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق