سُئِلَ فضيلة الشَّيخُ العلاَّمة / ربيع بن هادي المدخلي - حفظهُ اللهُ تعالىٰ -: هل يُقال: إنَّ أهل السُّنَّة والجماعة لم يختلفوا في أُصول العقيدة أبدًا ؟
فأجابَ بقولهِ:
نقول: الصَّحابة ما اخْتلفوا؛ أمَّا أهل السُّنَّة والجماعة فمن أفاضلهم
مَنْ وقعَ فِي بعضِ الاِختلافات البسيطة الَّتي لا تؤثِّر على المنهج، مثل:
الإسلام والإيمان شيء واحد، أو هُما شَيئان متغايران، وكلٌّ لهُ مستنده.
والصَّواب أنَّ الإسلام والإيمان شيئان متغايران: فالإسلام كما في حديث « جبريل » يراد به الأعمال الظَّاهرة ، والإيمان الأعمال الباطنة ، « الإسلام:
أنْ تشهد أنْ لا إلـٰه إلَّا الله ، وأنَّ محمَّدًا رسول الله ، وتقيم
الصَّلاة ، وتؤتي الزَّكاة ، وتصوم رمضان ، وتحجَّ البيتَ إنْ اِسْتطعتَ
إليه سبيلاً ، وَالإيمان : أنْ تؤمن باللهِ ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ،
وباليوم الآخر ، وبالقدر : خيرهـِ وشرِّهِـ » (1) ،
فإنْ اِجْتمعا اِفْترقا، وإذا اِفْترقا اِجْتمعا، فالاِختلافات بين أهل
السُّنَّة مِنْ هٰذا النَّحو، وهي لا تضرَّ إنْ شاءَ اللهُ.اهـ.
([ « مجموع كتب ورسائل وفتاوىٰ » / ( 15 / 85 ، 86 )])
.................................
(1)
أخرجه البخاريّ في « الإيمان » حديث: ( 50 ) ، وفي « التَّفسير » حديث: (
4777 ) ، ومسلم في « الإيمان » حديث: ( 9 ) ، من حديث أبي هريرة - رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ - في حديث جبريل ، وأخرجه مسلم في الإيمان حديث: ( 8 ) ،
وأحمد ( 1 / 27 ، 28 ، 51 ، 52 ) ، وأبو داود في كتاب « السُّنَّة » حديث :
( 4695 ) ، وابن ماجه في المقدمة حديث: ( 63 ) ، والتِّرمذيِّ في «
الإيمان » حديث: ( 2610 ) ، والنَّسائي في « الإيمان » حديث: ( 4990 ) من
حديث عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق