- ومن عقائد أهل السنة والجماعة:
محبة أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، موالاتهم ، والترضي عنهم ، والاستغفار لهم ،والثناء عليهم.
قال الله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ
الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ
رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة :
100 ).، فرضى الله تعالى عن السابقين من غير اشتراط إحسان ، ولم يرض عن التابعين إلا
ان يتبعوهم بإحسان.
وقال تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ
اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا
فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)
(الفتح : 18 ).
ومن رضي الله عنه لم يسخط
عليه أبدا. وثبت في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال:" لا يدخل النار
أحد بايع تحت الشجرة".
- فضل المهاجرين:-
وذكر الله المهاجرين ووصفهم
بأنهم الصادقون، قال تعالى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن
دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحشر : 8 ).
- فضل الأنصار:-
ثم ذكر النصار ، فقال تعالى:
(وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ
عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر : 9 ).
ثم ذكر تعالى حال المؤمنين
من بعدهم من الذين اتبعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحسان ، فقال تعالى:
(وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا
الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (الحشر:10).
وقال تعالى: (مُّحَمَّدٌ
رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ
فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ
فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى
سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح
: 29 ).
- حكم من أبغض الصحابة:-
قال الإمام مالك رحمه الله:
من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته
الآية.
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ
آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ
أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (الأنفال
: 74 ).
تفاضل الصحابة:-
وقال تعالى في الصحابة مبينا
فضيلة من انفق من قبل الفتح – وهو صلح الحديبية- وقاتل على من انفق من بعد وقاتل ،
وكلا من المنفقين – قبل الفتح وبعده- وعد الله الجنة.
قال تعالى:(لا يَسْتَوِي
مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً
مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (الحديد : 10 ).
- النهي عن سب الصحابة:-
وفي الصحيحين عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أحدا
من أصحابي فلو أن أحدا أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".
والمد: ربع الصاع. والنصيف
: نصف المد. والمعنى : ما بلغ هذا القدر اليسير من فضلهم ، ولا نصيفه.
- شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بالخيرية:-
وفي الصحيحين – أيضا- عن
عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير الناس قرني،
ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم". – قال عمران: لا ادري أذكر بعد قرنه قرنين
أو ثلاثة؟- " ثم إن بعدهم قوما يشهدون ولا يشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون
ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن".
- فضل الأنصار:-
وفيهما عن أنس رضي الله عنه
، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض
الأنصار".
وفيهما عن البراء بن عازب
رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الأنصار : " لايحبهم إلا مؤمن
، ولا يبغضهم إلا منافق ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله".
وفي صحيحي مسلم عن أبي هريرة
، ومن حديث أبي سعيد رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا
يبغض الأنصار رجل آمن بالله واليوم الآخر".
وفي الصحيحين من حديث على
بن أبي طالب رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قصة حاطب بن أبي بلتعة
: " ...إنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا
ما شئتم فقد غفرت لكم".
- فضل أصحاب بيعة الرضوان:-
وفي صحيح مسلم عن جابر بن
عبد الله رضي الله عنه قال : أخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
عند حفصة : " لا يدخل النار- إن شاء الله – من أصحاب الشجرة أحد ، الذين بايعوا
تحتها"، وكان عددهم أكثر من ألف وأربعمائة ، من جملتهم : أبو بكر ،وعمر، وعثمان،
وعلي.
- ترتيب الصحابة في الفضل :-
ويعتقد أهل السنة أن خير
هذه الأمة بعد نبيها : أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، وهذا إجماع من الصحابة والتابعين
، ولم يختلف فيه أحد منهم.
وقد تواتر النقل عن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر
ثم عمر".
ويثلث أهل السنة بعثمان بن
عفان، ويربعون بعلي بن ابي طالب رضي الله عنهما.
المعتقد الصحيح الواجب على
كل مسلم اعتقاده
الشيخ / عبد السلام بن برجس
آل عبد الكريم