الخميس، 18 أبريل 2013

التوحيد أولًا ...

سُئِلَ الإمام الجليل عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمهُ اللهُ تَعَالَىٰ - : هل يكفي النُّطق بالرُّكن الأوَّل شهادة أنْ لا إلـٰه إلَّا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله، أم لا بدَّ مِن أشياء أُخرىٰ حتَّىٰ يكتمل إِسْلام المرء ؟
فأجابَ بقوله : إذا شَهِدَ الكافر أنْ لا إلـٰه إلَّا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله، عن صدق بذٰلك ويقين وعلم بما دلَّت عليه وعمل بذٰلك دخل في الإسلام، ثمَّ يطالب بالصَّلاة وباقي الأحكام، ولهٰذا لما بعث النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معاذاً إلى اليمن قال له  : « ادعهم إلىٰ أنْ يشهدوا أنْ لا إلـٰه إلَّا الله وأنَّ محمَّداً رسول الله، فإنْ هم أطاعوك لذٰلك؛ فأعلمهم أنَّ الله اِفترض عليهم خمس صلوات في اليَوم واللَّيلة، فإن هم أطاعوك لذٰلك فأعلمهم أن الله فرض عليهم صدقة في أموالهم تُؤخذ مِن أغنيائهم فترد إلىٰ فقرائهم » (1)، فلم يأمرهم بالصَّلاة والزكاة إلَّا بعد التَّوحيد والإيمان بالرَّسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا فعل الكافر ذٰلك صار له حكم المسلمين، ثمَّ يطالب بالصَّلاة وبقية أمور الدِّين وإذا اِمْتنع عن ذٰلك صارت له أحكام أُخرىٰ، فإنْ ترك الصَّلاة اِسْتتابه ولي الأمر فإنْ تاب وإلَّا قتل، وهٰكذا بقية الأحكام يعامل فيها بما يستحق .اهـ.
....................................
 (1) رواه البخاري في الزكاة برقم 1401 هـ ومسلم في الإيمان برقم 28 والترمذي في الزكاة برقم 567.
([ نشر في « مجلة الدَّعوة » عدد : (1510) / في : 4/5/1416 هـ / مجموع فتاوى ومقالات متنوعة / الجزء التَّاسع ])

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق