الاثنين، 18 مارس 2013

ثَمَرةُ الْعِلمِ : « عَدَمُ الاغتِرَارِ بِالْكِثرَة ، وَعَدَم الزُّهدِ فِي القِلَّةِ »



ثَمَرةُ الْعِلمِ : « عَدَمُ الاغتِرَارِ بِالْكِثرَة ، وَعَدَم الزُّهدِ فِي القِلَّةِ »

قال الإمام ابن عثيمين في شرح قول المؤلف رحمهما الله تعالىٰ : « ثَمَرةُ هٰذَا الْعِلمِ ، وَهُوَ عَدَمُ الاغتِرَارِ بِالْكِثرَةِ ، وَعَدَم الزُّهدِ فِي القِلَّةِ » :
قال : فإنَّ الكثرة قد تكون ضلالاً ؛ قال الله تعالىٰ : ﴿ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ( الأنعام : 116 ) .
 وأيضاً الكثرة مِنْ جهةٍ أخرىٰ إذا اغْترَّ الإنسان بكثرة وظنَّ لن يُغلب أو أنَّه منصور ؛
فهٰذا أيضًا سبب للخذلان ؛ فالكثرة إن نظرنا إلىٰ أنَّ أكثر أهل الأرض ضُلاَّل لا تغترّ بهم ،
فلا تقل : إنَّ النَّاس علىٰ هٰذا ، كيف أنفرد عنهم ؟
كذٰلك أيضًا لا تغترّ بالكثرة إذا كان معك أتباع كثيرون على الحق ؛
 فَـ كلام المـؤلف له وجهان :
˝ الـوجه الأوَّل : أن لا نغترّ بكثرة الهالكين فنهلك معهم .
˝ الـوجه الثَّاني : أنْ لا نغترّ بكثرة النَّاجين فيلحقنا الإعجاب بالنَّفس وعدم الزُّهد في القلَّة ؛
أيْ : أنْ لا نزهد بالقلَّة ؛ فقد تكون القلَّة خيرًا مِنَ الكثرة .اهـ.

([« القول المفيد علىٰ كتاب التَّوحيد » (1 / 98 ، 99 ) / ط : مؤسسة الرَّسالة 1424 هـ. ])

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق