ثَمَرةُ الْعِلمِ : « عَدَمُ الاغتِرَارِ بِالْكِثرَة ،
وَعَدَم الزُّهدِ فِي القِلَّةِ »
قال الإمام ابن عثيمين في شرح قول المؤلف
رحمهما الله تعالىٰ : « ثَمَرةُ هٰذَا الْعِلمِ ، وَهُوَ عَدَمُ
الاغتِرَارِ بِالْكِثرَةِ ، وَعَدَم الزُّهدِ فِي القِلَّةِ
» :
قال : فإنَّ الكثرة قد تكون
ضلالاً ؛ قال الله تعالىٰ : ﴿ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ
اللَّهِ ﴾ ( الأنعام : 116 ) .
وأيضاً الكثرة مِنْ جهةٍ أخرىٰ إذا اغْترَّ
الإنسان بكثرة وظنَّ لن يُغلب أو أنَّه منصور ؛
فهٰذا أيضًا سبب للخذلان ؛ فالكثرة إن نظرنا
إلىٰ أنَّ أكثر أهل الأرض ضُلاَّل لا تغترّ بهم ،
فلا تقل : إنَّ النَّاس علىٰ هٰذا ، كيف
أنفرد عنهم ؟
كذٰلك أيضًا لا تغترّ بالكثرة إذا كان معك
أتباع كثيرون على الحق ؛
فَـ كلام المـؤلف له
وجهان
:
˝ الـوجه الأوَّل :
أن لا نغترّ بكثرة الهالكين فنهلك معهم .
˝ الـوجه الثَّاني :
أنْ لا نغترّ بكثرة النَّاجين فيلحقنا الإعجاب بالنَّفس وعدم الزُّهد في القلَّة ؛
أيْ : أنْ لا نزهد
بالقلَّة ؛ فقد تكون القلَّة خيرًا مِنَ الكثرة .اهـ.
([«
القول المفيد علىٰ كتاب التَّوحيد » (1 / 98 ، 99 ) / ط : مؤسسة الرَّسالة 1424
هـ. ])
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق