"قَالُوا
أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ
قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي
الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ"
ماَ قرأتُ هذهِ الآيةَ العظيمةَ مـرةً إلَّاَ وقدْ اقشعرَ جسديِ
وأخذتنيِ سِنةُ منْ خيالٍ واسعٍ مُستفيضٍ . . .
إنَّ هذهِ الآيةَ ترتقيِ لأنْ تكونَ ميثاقـاً بلْ أساسـاً لقاعدةٍ . . .
إنَّ الآيةَ هذهِ لوْ تأملهاَ منْ أعطاهُ اللهُ آثارةً منْ علمٍ لكُـفيَّ بهاَ . . .
"قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا"
هُناَ الإبتلاءُ وماَ أدراكَ ماَهيةَ هذا الإبتلاءِ , إنَّهُ تعذيبٌ وأذى
وتقتيلٌ وإستباحةُ دمـاءٍ , وهتكُ أعراضٍ , ونهبُ أموالٍ . . . .
وإذاَ ماَ نظرتَ ستجدُ أنَّ الضررَ الواقعَ عليهمُ ضررٌ مُتراكمٌ
فهُو أذىَ منْ قبلْ وأذىً أكبرَ منْ بعـد . . . .
فهُناَ شكايةٌ وحكايةٌ وإستمالةُ عاطفةٍ جياشةٍ . . .
ولربماَ كانَ القومُ ينتظرونَ أمراً منْ كليمِ اللهِ موسىَ يهدفُ
إلىَ الثورةِ علىَ فرعونِ منْ أجلِ تغييرِ الفسادِ المستفيضِ !!!
ولكنْ كانتْ السُنَّةُ هيِ السُنَّةُ فيِ كُلِّ زمانٍ وعلىَ كُلِّ منحىَ
وكانتْ النصيحةُ , وكانتْ الحكمةُ والحنكةُ , وكانَ تجريدُ الهوىَ . . .
فكانَ : "قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا"
ولمَّاَ كثرَ الأذىَ وعمَّتْ الفتنُ العظيماتُ علىَ كليمِ اللهِ
وعلىَ قومهِ الذينَ هُمْ قريبوا عهدٍ بجهلٍ , كانَ لاَ بدَّ منْ تأليفِ
القلوبِ والعملِ علىَ التربيةِ والتصفيةِ منْ أجلِ شرعِ اللهِ
ومنْ أجلِ تعظيمِ النصِ الشرعيِّ , ومنْ أجلِ عدمِ مسِّ جنابِ العقيدةِ.
فقالَ لهمُ النبيُّ الكليمُ :
"قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ"
نعمْ هذاَ هُو المعروفُ والمعهودُ لمنْ عملَ بمقتضىَ الشريعةِ
الحنفاءِ , وسارَ علىَ دربِ التمكينِ وعلىَ هديِّ المنهاجِ القويمِ.
فتمكينٌ يبدأُ بإهلاكِ العدوِ بالإرادةِ الشرعيةِ لاَ بالإرادةِ الكونيةِ.
تمكينٌ يبدأ بزوالِ الفسادِ كافةٍ لاَ يبدأُ بتعميمِ الفسادِ
علىَ البلادِ وعلىَ العبادِ وعلىَ كلِّ بلدةٍ وعلىَ كلِّ فصيلٍ . . .
تمكينٌ منْ أجلِّ التمكينِ لاَ منْ أجلِ المصالحِ الشخصيةِ
والأهدافِ الحزبيةِ المُختلفةِ , تمكينٌ يُقالُ لهُ تمكينٌ .
ثُمَّ كانَ : " فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ "
لمَّاَ كانَ التمكينُ يحتاجُ إلىَ عملٍ قبليٍ وبعديٍ
كانَ لاَبدَّ منْ هذهِ "فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ"
حتىَ لاَ يظننَّ ظانٌ أنَّ التمكينَ غايةُ الغاياتِ أوْ أنَّهُ الجنةُ بنعيمهاَ
بلْ يحتاجُ إلىَ عملٍ وإلىَ تربيةٍ علىَ منهاجٍ سويٍ قبلهُ وبعدهُ . .
وكمْ منْ تمكينٍ لحقَهُ فشلٌ وسقوطٌ فيِ هاويةِ
وماَ أمرُ الأندلسِ عليناَ ببــــعيدٍ . . .
ونُجملُ قائلينَ :
- الكلامُ فيِ النوازلِ يكونُ بمقتضىَ الشرعِ لاَ بمقتضىَ الهوى.
- إنَّ عرضَ النصِ الشرعيِّ علىَ العقلِ ومشاقتهِ يكونُ طامةٌ عظيمةٌ.
- إنَّ تبجيلَ الدليلِ والحجةَ البينةَ يحتاجُ إلىَ جهدٍ عظيمِ.
- الصبرُ ليسَ ضعفـاً أوْ سلبيةً بلْ هُو حكمةٌ وحنكةٌ وشرعٌ.
- لاَ تمكينَ إلاَ بعدَ طاحوناتٍ وأذىَ , ولاَ يظننَّ أحمقٌ أنَّهُ سهلٌ يسيرٌ.
- لوْ كانَ المُلكُ عزيزاً عندِ اللهِ ماَ أعطاهُ فرعونَ . . فانتبهُ .
- أنتَ مُطالبٌ بالأخذِ بأسبابِ التمكينِ وسيحاسبُكَ اللهُ علىَ هذاَ
لكنْ لنْ يَسألَكَ ربُكَ لماَ لمْ تَصلْ إلىَ التمكينِ ؟
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عِــلــمِي مَــعــي أينما يـمّـمـتُ أحــمــلُــهُ . . .
صـدري وعـاءٌ لـه لا بـطـنُ صُــنــدوقِ
إن كُنتُ في البيت كان العِلم فيه معي . . .
أو كُنت في السّوق كان العِلم في السُّوقِ
ماَ قرأتُ هذهِ الآيةَ العظيمةَ مـرةً إلَّاَ وقدْ اقشعرَ جسديِ
وأخذتنيِ سِنةُ منْ خيالٍ واسعٍ مُستفيضٍ . . .
إنَّ هذهِ الآيةَ ترتقيِ لأنْ تكونَ ميثاقـاً بلْ أساسـاً لقاعدةٍ . . .
إنَّ الآيةَ هذهِ لوْ تأملهاَ منْ أعطاهُ اللهُ آثارةً منْ علمٍ لكُـفيَّ بهاَ . . .
"قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا"
هُناَ الإبتلاءُ وماَ أدراكَ ماَهيةَ هذا الإبتلاءِ , إنَّهُ تعذيبٌ وأذى
وتقتيلٌ وإستباحةُ دمـاءٍ , وهتكُ أعراضٍ , ونهبُ أموالٍ . . . .
وإذاَ ماَ نظرتَ ستجدُ أنَّ الضررَ الواقعَ عليهمُ ضررٌ مُتراكمٌ
فهُو أذىَ منْ قبلْ وأذىً أكبرَ منْ بعـد . . . .
فهُناَ شكايةٌ وحكايةٌ وإستمالةُ عاطفةٍ جياشةٍ . . .
ولربماَ كانَ القومُ ينتظرونَ أمراً منْ كليمِ اللهِ موسىَ يهدفُ
إلىَ الثورةِ علىَ فرعونِ منْ أجلِ تغييرِ الفسادِ المستفيضِ !!!
ولكنْ كانتْ السُنَّةُ هيِ السُنَّةُ فيِ كُلِّ زمانٍ وعلىَ كُلِّ منحىَ
وكانتْ النصيحةُ , وكانتْ الحكمةُ والحنكةُ , وكانَ تجريدُ الهوىَ . . .
فكانَ : "قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا"
ولمَّاَ كثرَ الأذىَ وعمَّتْ الفتنُ العظيماتُ علىَ كليمِ اللهِ
وعلىَ قومهِ الذينَ هُمْ قريبوا عهدٍ بجهلٍ , كانَ لاَ بدَّ منْ تأليفِ
القلوبِ والعملِ علىَ التربيةِ والتصفيةِ منْ أجلِ شرعِ اللهِ
ومنْ أجلِ تعظيمِ النصِ الشرعيِّ , ومنْ أجلِ عدمِ مسِّ جنابِ العقيدةِ.
فقالَ لهمُ النبيُّ الكليمُ :
"قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ"
نعمْ هذاَ هُو المعروفُ والمعهودُ لمنْ عملَ بمقتضىَ الشريعةِ
الحنفاءِ , وسارَ علىَ دربِ التمكينِ وعلىَ هديِّ المنهاجِ القويمِ.
فتمكينٌ يبدأُ بإهلاكِ العدوِ بالإرادةِ الشرعيةِ لاَ بالإرادةِ الكونيةِ.
تمكينٌ يبدأ بزوالِ الفسادِ كافةٍ لاَ يبدأُ بتعميمِ الفسادِ
علىَ البلادِ وعلىَ العبادِ وعلىَ كلِّ بلدةٍ وعلىَ كلِّ فصيلٍ . . .
تمكينٌ منْ أجلِّ التمكينِ لاَ منْ أجلِ المصالحِ الشخصيةِ
والأهدافِ الحزبيةِ المُختلفةِ , تمكينٌ يُقالُ لهُ تمكينٌ .
ثُمَّ كانَ : " فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ "
لمَّاَ كانَ التمكينُ يحتاجُ إلىَ عملٍ قبليٍ وبعديٍ
كانَ لاَبدَّ منْ هذهِ "فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ"
حتىَ لاَ يظننَّ ظانٌ أنَّ التمكينَ غايةُ الغاياتِ أوْ أنَّهُ الجنةُ بنعيمهاَ
بلْ يحتاجُ إلىَ عملٍ وإلىَ تربيةٍ علىَ منهاجٍ سويٍ قبلهُ وبعدهُ . .
وكمْ منْ تمكينٍ لحقَهُ فشلٌ وسقوطٌ فيِ هاويةِ
وماَ أمرُ الأندلسِ عليناَ ببــــعيدٍ . . .
ونُجملُ قائلينَ :
- الكلامُ فيِ النوازلِ يكونُ بمقتضىَ الشرعِ لاَ بمقتضىَ الهوى.
- إنَّ عرضَ النصِ الشرعيِّ علىَ العقلِ ومشاقتهِ يكونُ طامةٌ عظيمةٌ.
- إنَّ تبجيلَ الدليلِ والحجةَ البينةَ يحتاجُ إلىَ جهدٍ عظيمِ.
- الصبرُ ليسَ ضعفـاً أوْ سلبيةً بلْ هُو حكمةٌ وحنكةٌ وشرعٌ.
- لاَ تمكينَ إلاَ بعدَ طاحوناتٍ وأذىَ , ولاَ يظننَّ أحمقٌ أنَّهُ سهلٌ يسيرٌ.
- لوْ كانَ المُلكُ عزيزاً عندِ اللهِ ماَ أعطاهُ فرعونَ . . فانتبهُ .
- أنتَ مُطالبٌ بالأخذِ بأسبابِ التمكينِ وسيحاسبُكَ اللهُ علىَ هذاَ
لكنْ لنْ يَسألَكَ ربُكَ لماَ لمْ تَصلْ إلىَ التمكينِ ؟
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
عِــلــمِي مَــعــي أينما يـمّـمـتُ أحــمــلُــهُ . . .
صـدري وعـاءٌ لـه لا بـطـنُ صُــنــدوقِ
إن كُنتُ في البيت كان العِلم فيه معي . . .
أو كُنت في السّوق كان العِلم في السُّوقِ
بارك الله فيكم ونفع بكم .
ردحذففتح الله عليك .. ونفع بك
ردحذفوبارك الله فيكم إخواني جميعاً.
حذف