الاثنين، 11 مارس 2013

مذهب سلف الأمَّة وأئمَّتها: «أنْ يُوصف اللّه بما وصفَ به نفسه، وبما وصفه به رسُوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قالَ شيخ الإسْلام الإمام ابن تيميَّة (ت: 728هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: «مذهب سلف الأمَّة وأئمَّتها: أنْ يُوصف اللّه بما وصفَ به نفسه، وبما وصفه به رسُوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل‏.‏
فلا يجوز نفي صفات اللّه ـ تَعَالَى ـ الَّتي وصف بها نفسه، ولا يجوز تمثيلها بصفات المخلوقين، بل هو سُبْحَانَهُ ‏﴿‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴿‏الشُّورى‏:‏11‏﴾‏‏.‏ ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله.
وقالَ نعيم بن حمَّاد الخزاعيُّ‏:‏ "مَنْ شبَّه اللّه بخلقه فقد كفر، ومَنْ جحد ما وصف اللّه به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف اللّه به نفسه ورسوله تشبيهًا"‏.‏ ومذهب السَّلف بين مذهبين، وهدى بين ضلالتين‏:‏ إثبات الصِّفات ونفي مماثلة المخلوقات، فقوله تَعَالَى‏:‏ ‏﴿‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ‏ ردٌّ على أهل التَّشبيه والتَّمثيل، وقوله‏:‏ ‏﴿‏وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ،‏ ردٌّ على أهل النَّفي والتَّعطيل، فالممثل أعشى، والمعطّل أعمى، الممثّل يعبد صنمًا، والمعطّل يعبد عدمًا»‏.‏اهـ.
([«مجموع الفتاوىٰ» (5/195، 196)])

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق