- ومن جملة اعتقاد أهل السنة:
أن الإيمان قول اللسان، بأن ينطق بشهادة
التوحيد : لاإله إلا الله محمد رسول الله . واعتقاد بالقلب، بأن يجزم جزمًا قاطعًا
بصدق كلمة التوحيد . وعمل بالجوارح.
قال الإمام الشافعي رحمه الله : " كان
الإجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ومن أدركناهم يقولون : الإيمان : قول وعمل
ونية ، ولا يجزيء واحد من الثلاثة إلا بالآخر". رواه اللآلكائي في ( السنة)..
- زيادة الإيمان ونقصانه:-
ويزيد الإيمان بالطاعة وينقص بالمعصية. قال
تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران
: 173 ).
وقال :( وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ
زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال : 2 )
وقال تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ
فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ
يَسْتَبْشِرُونَ) (التوبة : 124 ).
وقال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ
الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) (الأحزاب : 22 ).
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ
فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ) (الفتح :
4 ).
وقال تعالى:(وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا
إِيمَاناً) (المدّثر : 31 ).
وقال تعالى: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ
فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ
آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (التوبة : 124 ).
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم وعظ النساء ، وقال لهن: " ما رأيت من ناقصات عقل
ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن"، فهذا دليل على نقصان الإيمان. ومثله قوله
صلى الله عليه وسلم: " أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا". رواه أحمد وغيره
عن أبي هريرة.
وإذا كان من اتصف بحسن الخلق فهو أكمل المؤمنين
إيمانًا ، فغيره ممن ساء خلقه أنقص إيمانًا.
- ليس الإيمان دون اعتقاد:-
وليس الإيمان قولا وعملا دون اعتقاد ، لأن
هذا إيمان المنافقين، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ
الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) (البقرة : 8 ).
- ليس الإيمان مجرد المعرفة:-
وليس هو مجرد المعرفة ، لأن هذا إيمان الكافرين
والجاحدين . قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً
وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) (النمل : 14 ).
وقال تعالى:( َإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ
وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) (الأنعام : 33 ).
وقال تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ) (البقرة : 146 ).
وقال تعالى: (فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ
كَفَرُواْ بِهِ) (البقرة : 89 ).
وقال تعالى: (وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ
لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ
عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) (العنكبوت : 38 ).
- ليس الإيمان دون العمل:-
وليس هو قولا واعتقاد دون عمل، لأن الله
سمى الأعمال إيمانًا ، فقال تعالى:{ َمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}(البقرة
: 143 ).، أي : صلاتكم إلى البيت المقدس.
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لوفد عبد القيس :
" آمركم بأربع : الإيمان بالله ، هل
تدرون ماالإيمان بالله؟ : شهادة أن لاإله إلا الله ، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،
وصوم رمضان، وان تعطوا من المغانم الخمس".
وفي الصحيحين – أيضًا- عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون
شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة
من الإيمان".
- حكم الأعمال:-
وليس شيء من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة
فمن تركها مطلقًا فقد كفر . أجمع على ذلك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال عبدالله بن شقيق:" لم يكن أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون من الأعمال تركه كفر غير الصلاة" رواه الترمذي.
- حكم التكفير:-
والتكفير حق لله، فلا يكفر أحد إلا من كفره
الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو أجمع المسلمون على تكفيره.
فمن كفر أحدًا بغير الكفر الذي قام البرهان
الجلي عليه من نص الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة أو الإجماع ، فهو مستحق لتغليظ العقوبة
والتعزير ، إذ " من رمى مؤمنًا بكفر فهو كقتله" رواه البخاري عن ثابت بن
الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والكفر يقع بقول كفري ليس فيه خلاف معتبر
، وكذا بفعل ، وكذا باعتقاد . وليس من شرط الكفر: الاستحلال.
وفرق بين التكفير العام وتكفير الشخص المعين:
فالتكفير العام كالوعيد العام ، يجب القول بإطلاقه وعمومه . كقول الأئمة : من قال
: القرآن مخلوق فهو كافر.
وكقول ابن خزيمة رحمه الله :" من لم
يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته ، فهو كافر حلال الدم وكان ماله فيئًا.
وتكفير الشخص المعين : لابد فيه من توفر
الشروط وانتفاء الموانع . فلا يلزم من التكفير المطلق العام تكفير الشخص المعين حتى
تتوفر فيه شروط التكفير وتنتفي عنه موانعه.
المعتقد الصحيح الواجب على كل مسلم اعتقاده
الشيخ / عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق